تحالف البحر المتوسط والدعوة لتنسيق المواقف بين إسرائيل وفرنسا

تحالف البحر المتوسط والدعوة لتنسيق المواقف بين إسرائيل وفرنسا

  • تحالف البحر المتوسط والدعوة لتنسيق المواقف بين إسرائيل وفرنسا

افاق قبل 4 سنة

تحالف البحر المتوسط والدعوة لتنسيق المواقف بين إسرائيل وفرنسا

علي ابو حبلة

 

الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يسعى من أجل تشكيل تحالف مستقل للبحر الأبيض المتوسط ، وقد أوصى خبراء إسرائيليون، بضرورة استغلال تل أبيب الجهود التي يقودها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، من أجل مستقبل البحر الأبيض المتوسط. وأشار الخبيران الإسرائيليان إيمانويل نافون والجنرال عيران ليرمان في تقدير موقف مشترك، نشره معهد القدس للاستراتيجية والأمن الإسرائيلي، إلى أن «تل أبيب تمتلك شراكة مصالح حالية مع فرنسا، في ملف ترسيم الحدود البحرية»، مؤكدين أن «هذه فرصة لتنسيق التحركات الإستراتيجية».

يسعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى تعزيز الوجود العسكري في شرق البحر المتوسط داعيا تركيا إلى وقف أعمال التنقيب عن النفط والغاز في المياه المتنازع عليها التي أدت إلى تصاعد حدة التوتر مع اليونان.

وكان الصراع قد احتدم بعدما أقدمت تركيا على عمليات تنقيب عن النفط في منطقة متنازع عليها في شرق المتوسط، ما دفع اليونان إلى طلب عقد اجتماع عاجل للاتحاد الأوروبي ، واندلع الخلاف بين تركيا واليونان، بعدما أرسلت أنقرة سفينة «عروج ريس» للتنقيب عن المحروقات إلى قبالة سواحل جزيرة كاستيلوريزو اليونانية، التي يتنازع البلدان على الحقوق البحرية فيها.

مصالح مشتركة كما أشار الخبيران الإسرائيليان إيمانويل نافون والجنرال عيران ليرمان ، ونوها إلى أن «إسرائيل لديها مصالح مشتركة مع بعض دول المنطقة ، في ما يتعلق بالمحور الإيراني من جهة، والتدخل العسكري التركي في جميع أنحاء المنطقة، وفي هذه الساحة ، يقف ماكرون بجانب شركاء إسرائيل، مع أن الصورة أكثر تعقيدا حين يتعلق الأمر بلبنان، حيث تظهر سياسة ماكرون تغييرا يخدم المصالح الإسرائيلية، رغم أن فرنسا ليست بعجلة من أمرها لاتخاذ موقف أمامي ضد نفوذ حزب الله».

وأكدا أن «المواجهة مع تركيا في شرق البحر المتوسط ومسألة لبنان، تخلقان فرصا لإسرائيل جديرة بالاهتمام، بل وحتى مهمة لاغتنامها، من أجل حوار استراتيجي مع فرنسا على أعلى مستوى سياسي، يتضمن تعاونا استخباراتيا معمقا وموجها نحو إنجاز هذه المهمة، وكل هذا سيسهم بإقامة علاقات مع فرنسا، العضو الدائم بمجلس الأمن في الأمم المتحدة، وقد تساعدنا فرنسا بالعمل كمرساة جيوسياسية وسياسية»، بحسب تعبيرهم.

وزعما أن «تحقيق مصالح اليونان ومصر وإسرائيل معا في شرق البحر المتوسط بمواجهة تركيا، قد يؤدي لتوثيق العلاقات بين تل أبيب وباريس خاصة، ويؤدي في المحصلة إلى خلق منظور مختلف في باريس حول العلاقات مع إسرائيل، بما يؤثر على الموقف من القضية الفلسطينية، لأن التصعيد الفرنسي في البحر المتوسط ضد تطلعات تركيا يخلق فرصة لإسرائيل لتنسيق التحركات على المستوى الاستراتيجي مع فرنسا».

في بعض القضايا الرئيسية، موقف ماكرون قريب ومطابق لإسرائيل، واتخذت في 2017 موقفا حازما يعتبر معاداة الصهيونية أحد أشكال معاداة السامية، وفي ضوء التطورات الجارية في لبنان وشرق البحر المتوسط وليبيا، هناك فرصة لتحول إسرائيلي لصالح التعاون مع فرنسا، لأن تحالفها الذي يعود إلى عقود سابقة من القرن العشرين، وتحديدا بين 1955 و1962، يعكس شراكتهما لمواجهة الأعداء المشتركين».

فرنسا لعبت دورا عسكريا واستخباراتيا نشطا داخل الناتو للإطاحة بالقذافي في 2011، وهي تتحمل قدرا من المسؤولية عن الوضع فيها، ما يؤثر على أوروبا في ما يتعلق بموضوع الهجرة، وقد بادرت بعدة محاولات للتوصل لتسوية في منافسة مفتوحة مع إيطاليا، الحاكم الاستعماري السابق للهيمنة على هذه المنطقه «.وختما الخبيران الاسرائيليان بقولهما إن «إسرائيل تراقب معارضة ماكرون علنا لسياسات أردوغان في ليبيا وشرق البحر المتوسط، وتبدي إسرائيل ارتياحا للحوار المستمر بين ماكرون ورئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس، الذي زار إسرائيل مؤخرا، لبحث تدخلات تركيا في المياه الإقليمية لليونان وقبرص، ما تسبب بدعوة الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على تركيا بسبب مساعيها للسيطرة على مصادر الغاز الطبيعي القبرصي».

ويبرز السؤال أين هو الموقف والقرار الاستراتيجي للدول العربية في شرق البحر المتوسط للحفاظ على الثروات العربية والمصالح القومية العربية؟.

التعليقات على خبر: تحالف البحر المتوسط والدعوة لتنسيق المواقف بين إسرائيل وفرنسا

حمل التطبيق الأن